في الآونة الأخيرة ، انتشرت ظاهرة تقديم التلاميذ الهدايا والحلويات للمعلمين ،
مما أثار نقاشًا حول تأثيرها على العملية التعليمية وحكمها الشرعي .
شخصيًا ، تابعت العديد من المقاطع التي جمعت بين الواقعية والفكاهة،
الأخيرة لم تخلُ من رسائل عميقة ،
بينما الواقعية ، ما لفت انتباهي هو التأثير الإيجابي الذي تركته هذه
المبادرة على نفوس العديد من الأطر التربوية ،
حيث عكست حاجتهم الماسة إلى التقدير والاعتراف بمجهوداتهم ،
وإبراز دورهم الأساسي في بناء الأجيال .
حكم الشرع في تقديم الهدايا للمعلمين :
في الإسلام ، تُعتبر الهدية وسيلة لتعزيز المحبة والتآلف بين الناس.
قال النبي محمد ﷺ: 🌼﴿تهادوا تحابوا﴾🌼
ومع ذلك، هناك ضوابط خاصة تتعلق بالهدايا المقدمة للمعلمين
من طلابهم ، والرؤساء من موظفيهم وما إلى ذلك ... .
إذا قُدِّمت الهدية أثناء فترة الدراسة أو ذوي مصلحة ،
فقد تُعتبر نوعًا من الرشوة ، خاصة إذا كانت تهدف إلى الحصول
على معاملة خاصة أو تحسين درجات وهذا أمر لا جدال فيه
لذلك ، يُنصح بتجنب قبول مثل هذه الهدايا خلال العام الدراسي.
أما إذا قُدِّمت بعد انتهاء الدراسة أو التخرج ،
وكانت بنية صافية للتقدير والتعبير عن الإحترام فلا بأس .
من بين آثار هذه الظاهرة عموما
قد يتغير مفهوم العلاقة بين التلميذ والمعلم من تعليم قائم
على الاحترام إلى علاقة مشروطة بتوقعات .
التركيز على تقديم الهدايا قد يُهمِّش القيم الأساسية في العملية التربوية ،
مثل الاجتهاد والعمل الجماعي والالتزام .
بدلاً من تقديم الهدايا المادية ، يمكن التعبير عن التقدير والاحترام للمعلم من خلال:
الاجتهاد في الدراسة:
يُعد التفوق والالتزام من أفضل طرق التعبير عن الامتنان للمعلم .
التعبير اللفظي:
كلمات الشكر والتقدير تُعزِّز العلاقة الإيجابية بين الطالب والمعلم .
المشاركة الفعّالة:
المساهمة بجدية في الدروس والأنشطة داخل القسم تُظهر احترامًا لجهود المعلم .
الخلاصة:
بينما تُعتبر الهدايا وسيلة للتعبير عن التقدير، يجب مراعاة الضوابط
الشرعية والتربوية لضمان عدم تأثيرها سلبًا على البيئة التعليمية.
يُنصح بالتركيز على السلوكيات الإيجابية والالتزام الدراسي
كأفضل طرق لتقدير المعلمين .